تامر عبد الحميد (أبوظبي)

مسيرة فنية طويلة وتاريخ في عالم الغناء، أهلّها لأن تكون إحدى المطربات التي حفرت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الغناء العربي، إذ تعتبر الفنانة المغربية «الديفا» سميرة سعيد التي حلت مؤخراً ضيفة في الحلقة الرابعة من العروض المباشرة من برنامج المسابقات الغنائي الطربي «الزمن الجميل»، الذي تنتجه «أبوظبي للإعلام»، ويعرض على شاشة «قناة أبوظبي»، من أهم مطربات جيلها، واستطاعت تقديم الأغنيات الطربية وعاصرت فترة أيام «الزمن الجميل»، وفي الوقت نفسه واكبت العصر بتقديمها لأغنيات حديثة وشبابية، جعلتها تتربع على عرش الأغنية العربية حتى وقتنا هذا.
وأشادت سميرة في حوارها مع «الاتحاد» بفكرة «الزمن الجميل»، خصوصاً أنه يحتفي بعمالقة الفن العربي الأصيل، ويقدر إسهاماتهم في مجال الغناء العربي، وتقديمهم أغنيات لا تزال خالدة حتى يومنا هذا، لافتة إلى أن الموهبة الحقيقة والمؤهلات الصوتية والفنية كفيلة بأن تضع أي فنان في منطقة الأمان، لا سيما أن الإبداع لا يختلف عليه اثنان.
وقالت: هذه النوعية من البرامج تسهم في إثراء الحركة الفنية بأصوات ودماء جديدة تدخل عالم الأغنية، لكن فكرة «الزمن الجميل» جديدة ومختلفة عن باقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية، فهو يعزز الارتباط بالماضي الجميل، ويُعرف الجيل الجديد الذي هو مستقبل الأغنية العربية، بأكثر من مدرسة موسيقية مختلفة، قد تكون معروفة للمحترفين فقط، فالدماء الجديدة تحتاج إلى تثقيف نفسها فنياً وموسيقياً بجماليات العصر الذهبي للأغنية، لذلك فإن برنامج كهذا يسهل لشبابنا وأطفالنا التعرف على هذه المدارس العظيمة.

تكريم واحتفاء
وأكدت أن «أبوظبي للإعلام» من خلال إنتاجها لهذا البرنامج أعادت بحق أيام الزمن الجميل، لكن بأصوات شابة، حيث أتاحت الفرصة لأصوات ومواهب مميزة، تؤكد وجود إبداعات في جميع أنحاء الوطن العربي، لم يُسلط الضوء عليها ولم تجد الفرصة لإظهار مواهبها في عالم الغناء، والأهم أن «أبوظبي للإعلام» لم تكتف باكتشاف المواهب فحسب، بل تكرم وتحتفي بفنانين أثروا الحياة الفنية لأجيال وأجيال بأعمال خالدة، لذلك فهم يستحقون أن يكرموا على مدى الأزمنة.

خبرات وتجارب
ووجهت سميرة نصيحة لمشتركي «الزمن الجميل» بأن يفكروا في خصوصيتهم وتفردهم وتميزهم، واختيار الأغنيات المناسبة لهم ولأصواتهم، خصوصاً أن جيل الزمن الجميل وجيلها أيضاً سار على هذه العناصر حتى حققوا التفرد المطلوب، لذا فيجب أيضاً على الجيل الجديد أن يتعلم ويستفيد من خبرات وتجارب مَن سبقوهم، لأنهم مستقبل الأغنية العربية، والأخذ بالاعتبار بمفردات العصر الغنائية.

إحياء التراث
سميرة سعيد التي قدمت خلال حلقة «الزمن الجميل» أغنيات متميزة أبرزها أغنية «يا لطيف» من ألبومها «عايزة أعيش» الذي صدر عام 2015، وأغنية «قال جاني بعد يومين» التي قدمتها عام 1982، لتؤكد من خلالهما أنها تتمتع بمسيرة غنائية حافلة عاصرت فيها عمالقة الفن الجميل، ووضعت بصماتها المميزة على الساحة الفنية حتى وقتنا هذا بأدائها أغنيات معاصرة، أشارت إلى أنها تؤيد فكرة إعادة إحياء التراث والأغنيات الأصيلة من جديد، لأن هذا التوجه سيستقطب المزيد من الأجيال القادمة.
وعن أسباب ضعف وجود الأغنيات الطربية التي كانت مزدهرة أيام العصر الذهبي للأغنية العربية، قالت: لكل عصر خصوصيته لكني أعتقد أن هذا النوع لم ينقرض، فلا يزال هناك من يقدمه من المطربين المهتمين بتقديم أغاني كلاسيكية بتوزيعات حديثة.

بصمة فنية
وأبدت رأيها فيما يقدم حالياً في الساحة ووضع الأغنية العربية بشكل عام، وقالت: هناك تجارب تعبر عن هذا العصر وربما أكون أنا من بين من أقدموا على تجارب ونوعيات مختلفة من الغناء، وهناك فنانون كثر أيضاً أثق في عطائهم وفي موهبتهم، بأن يكون لهم بصمتهم الفنية للعصر الحالي، لذلك فإنه مع وجود بعض الفنانين الذي يتمتعون بموهبة حقيقية سيكون وضع الأغنية العربية بخير.